فجعنا في ليلة السبت الحزينه بغياب البدر وخيم الظلام الحالك علينا بعد وفاة أنشودة الوطن ومهندس الكلمه وقطب الشعر النبطي صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود ( رحمه الله ) وأسكنه الله فسيح جناته .
فقدنا بدرنا الذي أنار سمائنا بالكلام العذب والشعر الجزيل والجواهر الثمينه ووقعت كلماته العذبه على مسامعنا كالناي وعزف على أوتار الجزاله أمداً طويلاً ولا زالت أهازيجه العذبه تأنس خواطرنا وأبياته الجياشه تلهب أفئدتنا وعشقنا قصائده البديعه وسهرنا على سماع أمسياته الجميله ولا يزال صدى حروفه العذبه تلامس مسامعنا وتسلي خواطرنا .
ولكل قصه نهايه ولقد حانت نهاية فارسنا وختمت رحلة العقود الخمسه بقصيده يملؤها الحزن أبدعها شاعرنا في آخر أيامه مخاطباً أخيه ( ولا بدها يا سعود بتغيب شمسي ) بعد أن أنهكه المرض وتوقف عن الإبداع ( صوتي تجرح ما بقى غير همسي ) وترجل فارسنا من صهوة جواده ولكنه لم يترجل من عقولنا وأفئدتنا وقلوبنا وظلت ذكراه الخالده محفورة بداخلنا ونوراً يسطع بمسيرة الشعر ويخلد قصائده في عقول محبيه وليس كما قال عن نفسه ( ويا من ذكرني ما تذكرت منسي ) .
وإن كان البدر غاب عن ساحة الشعر فعزائنا بمن يكمل المسيرة من بعده وهم كثر ولن نعدم نجوماً تلألأت في سماء الشعر وأضاءت ليله وشهباً لمعت في سماءه من فطاحل الشعراء ممن خلد التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب وعمالقةً في بحور الشعر مما لا يسعنا المجال في حصرهم .
وفي الختام يا أبا خالد….لا بد من نظرة وداع حزينه على جال قبرك وذكرى مريره عند ذكراك…..فعندما نتذكرك يعتصرنا الهم ويطوينا الحزن وتهلكنا المواجع وتحزننا الذكرى ….رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناته ورزقنا الله المن والسلوى من بعدك فمصابنا جلل وحزننا لا تسعه الدور ودعناك الله فلقد ذهبت روحك الطاهره إلى بارئها .