اجتياح مكاني جعل من غياب الحواجز المكانية الثابته مثاراً للإرتقاء الى عوالم مختلفة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي الفسيح و الإنترنت على وجه الخصوص .
مثلما اجتاح وباء كورونا المستجد “ كوفيد 19 ” حواجز الزمان و المكان ، جاءت دعوات " التعلم عن بعد " التي صاحبت إنتشار الفيروس - لتجتاح هي الاخرى حواجز الزمان و المكان .
هذا الاجتياح الزماني امتلك ادوات التخلص من روتين الذهاب و الآياب و مزاحمة الآخرين بحثاً عن سرعة الوصول الى حيز مكاني ربما كان أضيق مما تحتمله رحابة العقول .
و من هنا نقر بأن هذه الجائحة التي عمت العالم بأسره دون تميز بين الدول المتقدمة و المتطورة و بين ما يُطلق عليها العالم الثالث ، حيثُ اضطرب التعليم على مستوى العالم بإغلاق المدارس و الجامعات و دور التعليم مما اضطر الطلاب و الأطفال الى التوقف عن الالتحاق بالمؤسسات التعليمية متوازياً بالتأثيرات المصاحبة للمجالات الاخرى كافه .
و بما أن المملكة العربية السعودية جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم الفسيح يتأثر و يؤثر سلباً و إيجابًا ، فقد أولت الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين جُلَّ اهتمامها و حرصها على الصحة العامة من خلال العناية الفائقة لصحة الانسان و التعامل معه على انه اغلى و أثمن ما تملكه البلاد ألا وهو " المواطن "
و المقيم و المقيم المخالف .
و وجهت كل إمكانيات الدولة للعناية و الحرص في هذا الاتجاه ، من خلال البنية التحتية المبنية على التخطيط الاستراتيجي العلمي للبلاد و تهيئة الظروف اللازمه لمواجهة هذه الجائحة.
حيث المؤسسات الصحية الراقية و المستشفيات ذات المستويات العالية التي تضاهي الدول المتقدمة و بنفس المستوى بل تجاوزنا الكثير منهم بمراحل ممثلاً بالاهتمام المعلن و الموجه من رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
و من هنا فقد وضعت الدولة كل إمكانياتها لمكافحة هذا الوباء ، خاصةً في الجانب التعليمي وذلك من موارد سمعية و بصرية و رسوم توضيحية و صور متحركة ، تحول التعليم عن بُعد من أسلوب التلقين الى أسلوب تفاعلي مصحوب بمؤثرات بصرية و سمعية تجعل من العملية التعليمية اكثرُ جذباً و تساعد الطلاب على الدخول الى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق ، و هو ما سارعت وزارة التعليم في المملكة بالتوجه إليه كوسيلة للتغلب على تعليق الدراسة بها معتمدةً على التقنية و إدارة محتوى تعليمي متخصص مَكَّنَ المملكة من إجتياز الاختبارات باقتدار ممثلةً في قوة البنية التقنية في عالم الإتصالات و كذلك كفاءة وزارة التعليم و رجالاتها في المرونه و القدرة على التكيف مع الظروف المستجدة.
و قد وضعت منظمة اليونسكو مجموعة من البرامج التي تساعد على التعلم عن بعد ، ومنها تطبيق" بلاك بورد "
و هو تطبيق يعتمد على تصميم المقررات و المهمات و الواجبات و الاختبارات و تصحيحها إلكترونيًا ، و التواصل مع الطلاب من خلال بيئة افتراضية و تطبيقات يتم تحميلها عن طريق الهواتف الذكية إضافة لمنظومة التعليم الموحده للتعليم العام .
و هذا ما تم تطبيقه في المملكة بكل إحترافية ، و جاء من خلال الدعم المباشر للتوجيه الكريم من قيادة هذه البلاد ممثلةً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله . وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان وفقه الله .
اللهم إحفظ هذه البلاد و أدم عليها الأمن و الأمان ، و اللهم من أراد ببلادنا كيداً فاجعله من الأخسرين .
أ / هاشم بن حمود الزعبي

كورونا و التعليم عن بُعد #خليك_بالبيت
17/05/2020 10:25 م
أ / هاشم بن حمود الزعبي
0
218712